الإمام جعفر ابن
محمد الصادق عليه السلام
ولد الإمام الصادق عليه السلام يوم الجمعة عند طلوع الشمس ويقال يوم
الأثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وقالوا سنة ست
وثمانين وقيل في السابع عشر منه وقد أخبر النبي ص عنه وقال إذا ولد إبني جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين عليه السلام فسموه الصادق فإن الخامس من ولده اسمه جعفر يدعي
الإمامة إفتراء على الله وكذبا عليه فهو عند الله جعفر
الكذاب.
أقام الصادق عليه السلام مع جده اثنتي عشرة سنة
ومع أبيه تسع عشرة سنة وبعد أبيه أيام إمامته أربعا وثلاثين
سنة.
كان الصادق عليه السلام في
سني إمامته ملك ابراهيم بن الوليد ومروان الحمار ثم سارت المسودة من أرض خراسان مع
أبي مسلم سنة اثنتين وثلاثين ومائة وانتزعوا الملك من بني أمية وقتلوا مروان الحمار
ثم ملك أبو العباس السفاح أربع سنين وستة اشهر واياما ثم ملك اخوه ابو جعفر المنصور
إحدى وعشرين سنة واحد عشر شهراً.
سمه المنصورعليه لعنة الله
ودفن في البقيع وقد كمل عمره الشريف خمسا وخمسين سنة ويقال كان عمره خمسين سنة وقيل
لأن ابي جعفر المنصور لعنه الله لما لم يتمكن من قتله في بغداد ارسله الى المدينة
وبعث من خلفه سما قتالا الى والي المدينة وامره بأن يعطيه السم ويسقيه فأخذ الوالي
عنبا رازقيا وغمس السلك في السم ثم جذبه في العنب حتى صار مسموما وسم الإمام روحي
له الفدا بذلك العنب المسموم ومرض مرض شديدا ووقع في فراشه.
قبره: دفن (عليه السلام) في البقيع، مع أبيه
الباقر، وجده زين العابدين، وعمه الحسن سبط ،
(صلوات الله عليهم أجمعين). وفي الثامن من شوال سنة 1344 هـ هدم الوهابيون
قبره ، وقبور بقية أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
وأما ألقابه عليه السلام
الصادق والفاضل والطاهر والقائم والكامل والمنجي والكافل وإسمه جعفر وكنيته أبا
عبدالله وأبو موسى وإليه ينسب الشيعة الجعفرية ومسجده في الحلة في
العراق.
وأما أصحابه عليه السلام
اجتمعت العصابة على تصديق ستة من فقهائه وهم : جميل بن دراج وعبدالله بن مسكان وعبد
الله بن بكير وحماد بن عيسى وحماد بن عثمان وأبان بن عثمان.
وأصحابه من التابعين :
اسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام ،
ومن خواص اصحابه معاوية بن عمار مولى بني دهن وهو حي من بجيلة وزيد الشحام وعبد
الله بن ابي يعفور وابو جعفر محمد بن علي بن النعمان الأحول وابوالفضل سدير بن حكيم
وعبد السلام بن عبدالرحمن وجابر بن يزيد الجعفي وابو حمزة الثمالي وثابت بن دينار و
المفضل بن عمر الجعفي ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وميسرة بن عبد العزيز وعبدالله
بن عجلان وجابر المكفوف وابو داود المسترق وابراهيم بن مهزم الأسدي وبسام الصيرفي
وسليمان بن مهران ابو محمد الأسدي مولاهم الأعمش وابوخالد القماط واسمه يزيد بن
ثعلبة وابوبكر الحضرمي والحسن بن زياد وعبدالرحمن بن عبدالعزيز الأنصاري من ولد أبي
أمامة وسفيان بن عينية بن ابي عمران الهلالي وعبدالعزيز بن ابي حازم وسلمة بن دينار
المدني.
وأبوه هو سيد العلماء باقر
علم الأولين والآخرين سليل الهاشميين محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
عليهم السلام.
وأمه فاطمة بنت القاسم بن
محمد بن أبي بكر وهي السيدة الجليلة النجيبة المكرمة المعروفة بأم فروة وأمها أسماء
بنت عبدالرحمن بن أبي بكر وكانت من أتقى نساء زمانها.
وأما زوجته عليها السلام فهي فاطمة بنت الحسين
عليه السلام الأصغر وأمهات أولاد ثلاث.
وأما أولاده عليه السلام
فعشرة وهم : أسماعيل الأمين وعبدالله من فاطمة بنت الحسين الأصغر وموسى الإمام
ومحمد الديباج وأسحاق لأم ولد ثلاثتهم وعلي العريضي لأم ولد والعباس لأم ولد وقيل
له ثلاث بنات أم فروة من فاطمة وأسماء وفاطمة من امهات
اولاد.
ربعة،
ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيض الوجه، أزهر له لمعان كأنه السراج، أسود الشعر، جعده
اشم الأنف قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهراً، وعلى خده خال
أسود.
نقش خاتمه: ما شاء الله لا
قوة إلا بالله، أستغفر الله.
ملوك عصره
من بني أمية: هشام بن عبد الملك، يزيد بن عبد الملك
الملقب بالناقص، إبراهيم بن الوليد، مروان بن محمد
الملقب بالحمار.
من بني
العباس: السفاح، المنصور.
• قال
كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي : أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، وهو من عظماء أهل البيت وساداتهم
(عليهم السلام) ، ذو علوم جمة ، وعبادة موفورة ، وأوراد متواصلة ، وزهادة بينة ،
وتلاوة كثيرة ، يتتبع معاني القرآن الكريم ويستخرج من بحره جواهره ويستفتح عجائبه ،
ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه ، رؤيته تذكر الآخرة ،
واستماع كلامه يزهد في الدنيا والإقتداء به يورث الجنة ، نور قسماته شاهد أنه من
سلالة النبوة ، وطهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية الرسالة.
• قال
منصور الصيقل : حججت فمررت بالمدينة فأتيت قبر رسول الله (ص) فسلمت عليه ، ثم التفت
، فإذا أنا بأبي عبد الله (ع) ساجداً فجلست حتى مللت ، ثم قلت : لأسبحنّ ما دام
ساجداً فقلت : سبحان ربي وبحمده، أستغفر ربي وأتوب إليه ثلاثمائة مرة ونيفاً وستين
مرة ، فرفع رأسه ثم نهض فاتبعته وأنا أقول في نفسي : إن أذن لي فدخلت عليه ، ثم قلت
له: جعلت فداك أنتم تصنعون هكذا!! فكيف ينبغي لنا أن نصنع ؟ فلمّا أن وقفت على
الباب خرج إلي مصادف فقال : ادخل يا منصور، فدخلت فقال لي مبتدئا ً، يا منصور إن
أكثرتم أو قللتم فوالله ما يقبل إلا منكم.
• وقد
روي أن مولانا الصادق (عليه السلام) كان يتلو القرآن في صلاته ، فغشي عليه فلما
أفاق سئل : ما الذي أوجب ما انتهت حاله إليه؟ فقال ما معناه : ما زلت أكرر آيات
القرآن حتى بلغت إلى حال كأنني سمعتها مشافهة ممن أنزلها.